ويمبلدون- سينر يتحدى ألكاراز في نهائي للتاريخ

المؤلف: لندن ـ رويترز10.31.2025
ويمبلدون- سينر يتحدى ألكاراز في نهائي للتاريخ

يمثل اللقاء الختامي لبطولة "ويمبلدون" للتنس، يوم الأحد المقبل، فرصة سانحة للإيطالي يانيك سينر، نجم كرة المضرب، لتعويض خسائره السابقة، ويمثل أيضًا بوابة ذهبية للإسباني كارلوس ألكاراز للانضمام إلى كوكبة الأساطير الذين ظفروا باللقب ثلاثة أعوام متتالية.
تجسد هذه المواجهة المرتقبة ترسيخًا لمفهوم التنافس الشديد، الذي من المتوقع أن يسيطر على عالم تنس الرجال لعقد قادم من الزمان، وذلك بعد أن تلاشت المخاوف التي لاحت في الأفق بشأن الفراغ المحتمل عقب الحقبة الذهبية التي تألق فيها كل من روجر فيدرر، ورافائيل نادال، ونوفاك ديوكوفيتش.
فبين عامي 2003 و2023، تمكن هذا الثلاثي الأسطوري من حصد 66 لقبًا في البطولات الأربع الكبرى، وشهدت منافساتهم تعقيدات جمة وإثارة لا تضاهى، وعلى الرغم من أن ديوكوفيتش لم يعتزل بعد، إلا أن عصرًا جديدًا قد بزغ بالفعل، ومن المتوقع له أن يكون بقوة سابقه نفسها، بل وربما يتجاوزه.
لقد تقاسم ألكاراز وسينر فيما بينهما الألقاب الستة الأخيرة في البطولات الأربع الكبرى، ويجري الترويج للقائهما الحماسي، الذي جرى في شهر يونيو الماضي، في أطول نهائي على الإطلاق في بطولة فرنسا المفتوحة، باعتباره واحدًا من أبرز المباريات الخالدة في تاريخ اللعبة.
فقد عاد اللاعب الإسباني بقوة من تأخره بمجموعتين، وأنقذ ثلاث نقاط حاسمة للفوز بالمباراة في طريقه نحو حسم لقبه الخامس في البطولات الأربع الكبرى، مما أدى إلى رفع سجله الحافل في المواجهات المباشرة مع سينر إلى 8ـ4، بما في ذلك الفوز في آخر أربع مباريات جمعت بينهما.
لقد كانت الهزيمة قاسية ومؤلمة لسينر، المصنف الأول عالميًّا، لكنه لم يستسلم لليأس والإحباط، بل سعى جاهدًا لانتهاز فرصة قريبة لتصحيح الأمور وإعادة الأمور إلى نصابها.
وصرح سينر، البالغ من العمر 23 عامًا، عن ألكاراز بعبارات الإشادة والتقدير بعد فوزه المثير على ديوكوفيتش، وبلوغه نهائي ويمبلدون للمرة الأولى في مسيرته الرياضية قائلًا: "إنه المرشح الأوفر حظًّا للفوز باللقب عن جدارة واستحقاق، فقد انتصر هنا مرتين متتاليتين، وهو الآن في النهائي مرة أخرى، ومن الصعب جدًّا التغلب عليه في الملاعب العشبية، لكني أستمتع بهذه التحديات المثيرة، فهذه ثاني بطولة كبرى على التوالي نصل فيها للنهائي، ونتنافس فيها مع بعضنا بعضًا، وهو أمر رائع ومفيد للرياضة".
جدير بالذكر أن ألقاب سينر الثلاثة الكبرى كانت على الملاعب الصلبة، بواقع لقبين غالين في ملبورن، ولقب آخر في نيويورك.
في المقابل، جاءت ألقاب ألكاراز في البطولات الأربع الكبرى على كافة أنواع ملاعب هذه الرياضة، مما يعكس أداءً أكثر تكاملًا وشمولية، لكن أداء سينر المذهل ضد بن شيلتون في دور الثمانية، وديوكوفيتش في قبل النهائي، أظهر مدى ملاءمة أدائه وتألقه على العشب.
فقد كانت ضرباته الأرضية الحادة والقوية، وإرساله الساحق، وقدرته الفائقة على تحويل مسار اللعب من الدفاع إلى الهجوم في لمح البصر، كلها عوامل واضحة ومؤثرة، ويدرك ألكاراز تمام الإدراك أنه يواجه تحديًّا صعبًّا، لا يقل صعوبة عن نهائي بطولة "رولان جاروس"، ولكن هذه المرة على الملعب الرئيس في "ويمبلدون".
والجدير بالذكر أن المرة الوحيدة الأخرى التي التقى فيها اللاعبان على العشب، كانت في بطولة "ويمبلدون" عام 2022، عندما فاز سينر بمباراتهما في دور الـ 16 في أربع مجموعات حماسية.
وقبل المواجهة المرتقبة، صرح ألكاراز، البالغ من العمر 22 عامًا، والذي حقق 24 فوزًا متتاليًا، قائلًا: "أتوقع أن أكون على أهبة الاستعداد القصوى، وأن أبذل قصارى جهدي في الملعب، أتمنى ألا أقضي خمس ساعات ونصف الساعة في الملعب مجددًا، ولكن إذا اضطررت لذلك، فسأفعل ذلك بكل سرور وتفان".
وإذا نجح ألكاراز في تحقيق الفوز المنشود، فسوف ينضم إلى قائمة الأساطير الخالدين أمثال بيورن بورج، وبيت سامبراس، وفيدرر، وديوكوفيتش، وهم الرجال الذين تمكنوا من الفوز باللقب ثلاثة أعوام متتالية، إضافة إلى تفوقه أيضًا على لقبيّ نادال في بطولة "ويمبلدون" العريقة.


سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة